افتتاح مترو الرياض.. تجربة تنقل سلسة وأكثر راحة في كافد

مع تعداد سكاني يقارب ثمانية ملايين نسمة، أصبحت الرياض مركزًا للعديد من المشاريع المميزة التي تتمحور جميعها حول أجندة رؤية 2030 للإصلاح التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نجل الملك سلمان والحاكم الفعلي للمملكة.

مترو الرياض، الذي يُعد جزءًا من مشروع "النقل العام في الرياض"، تم إطلاقه رسميًا في الأول من ديسمبر 2024، كإحدى المبادرات الهادفة إلى تحسين بنية المدينة التحتية ودعم الأهداف الطموحة لرؤية 2030.

وقد افتتح خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مشروع مترو الرياض الذي يُعتبر أيضًا "العمود الفقري لشبكة النقل العام في العاصمة".

ويُعد هذا المشروع أحد المشاريع الكبرى في المملكة، ويتميز بتصميمه الفريد  ودمجه لأحدث التقنيات المتطورة.

الدراسات وراء مشروع النقل العام في الرياض

هذا المشروع هو نتيجة دراسات أجرتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض (التي أصبحت الآن الهيئة الملكية لمدينة الرياض - RCRC) حول احتياجات النقل العام الحالية والمستقبلية للعاصمة.

أظهرت نتائج هذه الدراسات الحاجة إلى نظام نقل عام مستدام يتوافق مع النظام البيئي الحضري الفريد للرياض، والنمو السكاني، ومتطلبات الحركة المرورية المرتبطة بها.

تم اقتراح نظام النقل العام في الرياض كحل للتحديات التي حددتها الدراسة، وشمل ذلك نظام المترو (مترو الرياض) وشبكة موازية قادرة على تلبية احتياجات التنقل الحالية والمتوقعة للمدينة.

تبِع المشروع عملية مناقصة واسعة النطاق لاقت استحسانًا كبيرًا، وشارك فيها العديد من التحالفات العالمية البارزة. وفي النهاية، تم منح عقود مترو الرياض إلى ثلاثة تحالفات تضم أكثر من 19 شركة عالمية رائدة من 13 دولة.

ومن بين هذه التحالفات تحالف "باكس" الذي يضم شركة المباني للمقاولات العامة، وشركة اتحاد المقاولين، وشركة سيمنز. يتولى هذا التحالف مهام التصميم والبناء وتوريد عربات القطارات وأنظمة الإشارات، بالإضافة إلى الإشراف على كهربة وتكامل الخطوط الجديدة مع بقية نظام النقل.

مترو الرياض: نظرة عامة على المشروع

يُتوقع أن يرتفع عدد سكان الرياض الحالي الذي يبلغ 6 ملايين إلى 9.6 مليون بحلول عام 2030. وسيساهم نظام مترو الرياض في تلبية احتياجات هذا النمو السكاني، كما سيساعد المدينة على تقليل الازدحام المروري وتحسين جودة الهواء.

من المتوقع أيضًا أن يقدم المترو مساهمات كبيرة من حيث تلبية احتياجات التنقل الحضري في العاصمة، مع تحسين جودة الحياة للسكان والزوار على حد سواء. جميع هذه المبادرات تتماشى مع أهداف رؤية 2030.

تلقى إطلاق مترو الرياض الناجح دعمًا هائلًا من ولي العهد، ويُعد من أكبر مشاريع النقل العام في العالم التي تم تنفيذها في مرحلة واحدة.

يمكن تنزيل خريطة مترو الرياض هنا، على موقع الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

المراحل الثلاثة لإطلاق مترو الرياض

انطلق هذا المشروع المميز في ثلاث مراحل مستقلة، كل منها في تاريخ مختلف، على النحو التالي:

بدأت المرحلة الأولى في 1 ديسمبر 2024، وتشمل ما يلي:

• الخط الأصفر - مسار ممر مطار الملك خالد الدولي

• الخط الأزرق - المسار من شارع العليا إلى البطحاء

• الخط البنفسجي - المسار من طريق عبد الرحمن بن عوف إلى طريق الشيخ حسن بن حسين

تم بدء المرحلة الثانية في 15 ديسمبر 2024، وتشمل:

• الخط الأخضر - مسار طريق الملك عبد العزيز

• الخط الأحمر - مسار طريق الملك عبدالله

وأخيرًا ستبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة من مشروع مترو الرياض في 5 يناير 2025، وستشهد تشغيل الخط البرتقالي الذي يخدم ممر طريق المدينة المنورة.

مميزات مترو الرياض

عند اكتماله، سيضم مترو الرياض ستة خطوط: الأزرق، الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، والبنفسجي.

ستصبح جميع الخطوط الستة قيد التشغيل اعتبارًا من 5 يناير 2025. يتكون نظام المترو من ستة خطوط تمتد عبر 85 محطة وشبكة بطول 176 كيلومترًا (109 ميل) عبر المدينة، وقد تم تطوير شبكة مترو الرياض لنقل أكثر من 3.6 مليون راكب عند السعة القصوى. سيعمل المترو بنظام آلي بالكامل (بدون سائق)، متصلًا بالمناطق الرئيسية بما في ذلك مراكز الأعمال مثل مركز الملك عبدالله المالي والمعالم الثقافية.

بمجرد أن صار المترو مفتوحًا بالكامل، تم تشغيل الخدمة بواسطة 183 قطارًا مع 448 عربة، تتميز بتصميم عصري ومتكامل.

يساهم افتتاح مترو الرياض بشكل كبير في تعزيز نظام النقل العام في المدينة ويساهم أيضًا في تطوير قطاع الخدمات واللوجستيات بشكل أكبر.

الأمر الأهم هو أنه سيعزز جاذبية المنطقة لرواد الأعمال والشركات الراغبة في العمل والاستثمار في أبرز المناطق التجارية الحيوية في الرياض، مثل كافد (حي الملك عبد الله المالي).

وقد تعهدت المملكة العربية السعودية بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2060، وتؤكد الهيئة الملكية لمدينة الرياض أن مشروع المترو يسلط الضوء على التزام الحكومة بالتنمية الحضرية الذكية والمستدامة.

أهمية مشروع مترو الرياض لمركز الملك عبدالله المالي (كافد)

يساهم مشروع مترو الرياض بشكل كبير في تقليل الازدحام المروري داخل وحول المناطق النشطة في العاصمة، مثل مركز الملك عبدالله المالي (كافد)، الذي يُعتبر محورًا رئيسيًا للشركات والأنشطة التجارية.

توفير وسائل النقل العام الفعالة والموثوقة من خلال هذا النظام الجديد للمترو يساهم في سرعة وسهولة الوصول إلى الموقع. فهو يقلل من أوقات السفر ويعزز كفاءة العمل لجميع الأطراف المعنية من موظفين وعملاء وشركاء وموردين.

أيضًا، سيحسن مشروع مترو الرياض من سمعة مركز الملك عبدالله المالي (كافد) من خلال توفير شبكة نقل موثوقة ومريحة وسهلة إلى هذا المركز التجاري المهم في الرياض.

كما ستتمكن الشركات من توسيع نطاق الوصول إلى مجموعة واسعة من المواهب من خلال تسهيل التنقلات ودون عناء ازدحام المرور.

مع اكتمال المشروع، يمكن للمدينة أن تتوقع تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، مما يؤدي إلى سلاسة أكبر في حركة المرور، وتقليل الضغط على البنية التحتية للطرق، والأهم من ذلك، تقليل تلوث الهواء. سيكون لهذا فوائد كبيرة على بيئة الأعمال المحلية وجودة الحياة في كافد والمدينة بأكملها.