القطار المُعلق، المونوريل: رؤية جديدة لمفهوم النقل الذكي في مركز الملك عبدالله المالي

الثلاثاء، 17 يونيو 2025

الثلاثاء، 17 يونيو 2025

الثلاثاء، 17 يونيو 2025

الثلاثاء، 17 يونيو 2025

تاريخ النشر :

صورة تظهر سريان القطار المُعلق (المونوريل) بسلاسة على مسارات مرتفعة مع خلفية مركز كافد.
صورة تظهر سريان القطار المُعلق (المونوريل) بسلاسة على مسارات مرتفعة مع خلفية مركز كافد.
صورة تظهر سريان القطار المُعلق (المونوريل) بسلاسة على مسارات مرتفعة مع خلفية مركز كافد.

خلال الدورة الثامنة من “مبادرة مستقبل الاستثمار” في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، أعلنت شركة الملك عبد الله لتطوير وإدارة مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات عن توقيع اتفاقية استراتيجية مع كل من شركة CRRC (هونج كونج) المحدودة وشركة CRRC نانجينغ بوجن المحدودة لتطوير السكك الحديدية، بالتعاون مع شركة حسن علام للإنشاءات السعودية. وتهدف هذه الشراكة إلى تنفيذ مشروع المونوريل الذكي بدون سائق، الذي يُعد نقلة نوعية في قطاع النقل الذكي بالمملكة.

ومن المتوقع أن يَصبح مشروع مونوريل كافد نموذجًا عالميًا في تطوير أنظمة النقل الذكي المُستقبلي. وتُشير بعض التقديرات إلى إكتمال المشروع بحلول عام 2026 رغم عدم الإعلان عن الموعد النهائي المُحدد، ليكون بعد انتهائه أحد أبرز مشاريع القطار المُعلق في المنطقة.

رؤية وأهداف مشروع المونوريل في كافد لتعزيز النقل الذكي

يُمثل مشروع مونوريل كافد خطوة استراتيجية نحو إعادة تشكيل مفهوم النقل الذكي في العاصمة الرياض. وصُمم هذا المشروع المتطور لتعزيز الاتصال بين مختلف أجزاء المدينة، مع تحسين حركة المشاة وتقليل الازدحام المروري. كما يعكس المشروع التزام المملكة بإنشاء مدن ذكية مُتصلة، تَدعم وسائل النقل الصديقة للبيئة.

ويُمثل مشروع المونوريل الجديد خطوة أخرى تَعكس التزام العاصمة السعودية بتطبيق الحلول العمرانية الذكية التي تَسهم في تحسين جودة الحياة لسكان المدينة وزوارها. ويأتي مونوريل كافد كجزء من استراتيجية متكاملة تهدف إلى تحقيق التوازن بين التطور الحضري المتسارع والمحافظة على البيئة.

يَشهد العالم تحولات متسارعة نحو تعزيز حلول النقل الذكي، ومن المتوقع أن ينمو قطاع النقل العام العالمي من 6.11 مليار دولار أمريكي من عام 2024 إلى 28.89 مليار دولار بحلول عام 2034، وذلك بمعدل نمو سنوي مُركب يُقدَّر بـ16.81% خلال العقد المقبل.

لا يَقتصر دور مونوريل كافد على تسهيل حركة التنقل فحسب، بل سيساهم بشكل فعال في تعزيز استدامة المدينة على المدى البعيد. حيث من المتوقع أن يُقلل مونوريل كافد الاعتماد على السيارات الخاصة، مما سيحد من الانبعاثات الكربونية ويَسهم في تحسين جودة الهواء، وهو ما يتماشى مع أهداف التنمية الخضراء التي تتبناها المملكة.

وبشكل عام، سيشكل مشروع مونوريل كافد عند اكتماله أيقونة واضحة للتطور التقني والهندسي الذي تشهده المملكة. وسيَسهم بلا شك في ربط أجزاء المنطقة بشكل سلس وفعال، مما يدعم تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في تحسين جودة الحياة وبناء مدن ذكية مستدامة. حيث يُعتبر هذا القطار المُعلق نموذجًا حيًا لرؤية المملكة الطموحة في مجال النقل الذكي والمتطور.

أفق مركز كافد تَظهر المشروع المُحتمل القطار المعلق، أو المونوريل على جسر فوق طريق سريع مُزدحم.

رحلة في مستقبل النقل الذكي: نظرة شاملة عن مشروع المونوريل الجديد

سيتميز مشروع القطار المُعلق بمواصفات فريدة تَضع معايير جديدة في قطاع النقل الذكي، حيث سيمتد مسار مونوريل كافد لمسافة 3.6 كيلومتر، وسيعمل بنظام التشغيل الآلي الكامل بدون سائق، مما يَضمن أعلى مستويات السلامة والكفاءة التشغيلية. 

سيَضم مشروع القطار المُعلق ستة قطارات حديثة تَنتظم في مسار دائري مُرتفع، وسيتم توزيعهم بشكل استراتيجي لربط الأبراج الرئيسية لمركز كافد مع المرافق الحيوية الأخرى مثل مكاتب الشركات والمراكز الترفيهية والمتاجر والمحلات. وتبلغ القدرة الاستيعابية لمونوريل كافد حوالي 3,500 راكب في الساعة خلال فترات الذروة، مما يجعله حلًا مثاليًا للازدحام المروري.

صُمم مونوريل كافد ليتكامل بشكل أساسي مع شبكة مترو الرياض، مما يعزز من قوة الترابط بين مختلف أنظمة النقل الجماعي في العاصمة. وسيَضمن هذا التكامل الذكي تجربة تنقل سلسة وسهلة لجميع المستخدمين، ويحقق رؤية مركز كافد الذكية التي ستتيح الوصول لأي وجهة داخل مركز كافد خلال 10 دقائق فقط.

صورة لأفق مركز كافد في الليل مع المباني المضاءة وحركة المرور، مع وجود المونوريل في المقدمة.

نبذة عن مركز الملك عبدالله المالي (مركز كافد)

يَتربع مركز الملك عبدالله المالي (مركز كافد) في صميم العاصمة السعودية الرياض، ممثلًا نموذجًا فريدًا للمجمعات مُتعددة الاستخدامات التي تمتد على مساحة 1.6 مليون متر مربع. 

بميزانية ضخمة تبلغ 10 مليارات دولار، يجمع مركز كافد بين عالم التجارة والشركات المتطورة ونمط الحياة العصري الفريد، مع تركيز خاص على حلول المدن الذكية والنقل المستدام مثل القطار المُعلق (المونوريل). ويُعيد مركز كافد رسم ملامح التخطيط الحضري المُستدام، ويضع معايير جديدة لحياة متكاملة تجمع بين العمل والعيش والترفيه في قلب مجتمع حضري وحديث.

يُعد مركز كافد أول مدينة عمودية في المملكة العربية السعودية، ويضم المركز 95 مبنى متخصصًا موزعة على خمس فئات رئيسية: 

  • مساحات مكتبية من الدرجة الأولى

  • وحدات سكنية فاخرة

  • مناطق تجارية متنوعة

  • مرافق ضيافة راقية

  • أماكن ترفيهية حيوية

وصُممت جميع هذه المباني لتكون مترابطة بشكل مثالي، حيث يُمكن الوصول إلى أي منها سيرًا على الأقدام في غضون 10 دقائق فقط.

يُعتبر مركز كافد أول مركز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحصل على شهادة SmartScore، وذلك تقديرًا لبنية المركز التحتية الرقمية المتطورة التي توفر إنترنت فائق السرعة في كل أركان المركز. 

صُمم مركز كافد ليوفر تجربة سلسة ومتكاملة للعيش والعمل والترفيه، مع التركيز على الاستدامة والكفاءة، مما يجعله نموذجًا رائدًا للمدن الذكية التي تعتمد على حلول النقل الذكي مثل المونوريل والقطار المُعلق.

لا يقتصر تميز مركز كافد على الجانب التكنولوجي فقط، بل يحمل أيضًا لقب أكبر مركز تجاري وسكني في العالم حاصل على شهادة LEED البلاتينية للمباني الخضراء، حيث يضم المركز أكثر من 40 مبنى حاصلًا على شهادتي LEED الذهبية والفضية، بما في ذلك أول محطة إطفاء في العالم تحصل على شهادة LEED البلاتينية للإصدار الرابع (أحدث نسخ شهادة LEED التي تتطلب معايير أكثر صرامة).

صورة لمحطة مترو كافد، والتي تُعد من أحد مشاريع مركز كافد لتطوير النقل الذكي، مثل القطار المعلق المونوريل

توسع شبكة السكك الحديدية السعودية: نقلة نوعية في مجال النقل الذكي

تشهد المملكة العربية السعودية توسعًا ملحوظًا في شبكة السكك الحديدية خلال العقد الحالي، حيث تتبنى رؤية طموحة لتطوير منظومة النقل الذكي. وتهدف هذه المشاريع إلى تخفيف الازدحام المروري في المدن الرئيسية مثل الرياض، مع التركيز على تعزيز السلامة المرورية وتقليل الانبعاثات الكربونية من خلال تقليل الاعتماد على السيارات. ويأتي هذا التوجه ضمن استراتيجية شاملة تشمل تطوير أنظمة المونوريل والقطار المُعلق كحلول مبتكرة للنقل الذكي.

يُعد مشروع مترو كافد أحد أبرز المشاريع في قطاع النقل بالعاصمة الرياض. ومن المتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير إيجابي كبير على النشاط الاقتصادي في المنطقة، حيث سيسهل وصول العاملين والزوار، كما سيدعم حركة الأعمال التجارية.

كشفت الشركة السعودية للخطوط الحديدية (SAR) عن ارتفاع ملحوظ في عدد مستخدمي القطارات، حيث بلغ متوسط عدد الركاب 5.1 مليون راكب خلال النصف الأول من عام 2024، بنسبة زيادة تصل إلى 17% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وتعكس هذه الأرقام نجاح استراتيجية المملكة في تطوير أنظمة النقل الجماعي، وتؤكد توجه المواطنين والمقيمين نحو استخدام حلول النقل الذكي والمستدام مثل المونوريل والقطار المُعلق.

ومن ناحية أخرى، شهد النصف الأول من عام 2024 ارتفاعًا كبيرًا في حجم البضائع المَنقولة عبر شبكة السكك الحديدية السعودية، حيث تجاوزت الكمية 13.26 مليون طن، مسجلةً زيادة بنسبة 9% مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.

وقعت الشركة السعودية للخطوط الحديدية في فبراير 2024 عقدًا بقيمة 690 مليون دولار مع شركة Stadler السويسرية الرائدة في تصنيع القطارات، وذلك في خطوة مهمة لتطوير قطاع النقل. ويشمل العقد شراء 10 قطارات ركاب من الجيل الحديث، مع خيار لشراء 10 قطارات إضافية في المستقبل.

كما تَستعد المملكة لتنفيذ مجموعة من المشاريع الطموحة لتوسيع شبكة النقل الجماعي، التي تشمل إنشاء محطات مترو في مدينتي مكة المكرمة والدمام. وتأتي هذه المشاريع ضمن رؤية متكاملة لتطوير منظومة النقل الذكي التي تضم أيضًا مشاريع المونوريل والقطار المُعلق في مختلف أنحاء المملكة، وذلك بهدف تحسين حركة التنقل وتقليل الازدحام المروري في المدن الكبرى، مع التركيز على الاستدامة والكفاءة.